Responsestoallegations.com

ردود شخصية على المعترضين Responsestoallegations.com

الرد على خرافتك:’’الخرافة عند الميرزا صاحب‘‘

(1) اعلموا جيداً أننا نؤمن بجميع المعجزات سواء أفهمناها أو لم نفهمها! ووالله؛ لو ورد أمر في القرآن الكريم يخالف عقولنا في الظاهر صدقناه! نعم؛ نحن مأمورون بأن نبحث عن حقيقته وتفسيره الذي يطابق قول الله عز وجل وفعله معاً! وإذا وجدناه فالحمد لله؛ وإذا لم نجده لم يتزلزل إيماننا! فالحمد لله ثم الحمد لله!

فلسنا من الذين يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض! ولسنا ’’معتزلة‘‘ مثلك يقيس كل شيء على العقل! نحن نؤمن أن العقل مخلوق محدود؛ وأن الوحي من الخالق الْمُحَدِّد!

قلتُ مراراً: لو ورد في القرآن الكريم أن عيسى ابن مريم عليه السلام حي في السماء لصدقناه دون تردد؛ فنخالف ما يخالفه القرآن الكريم ونصدق ما يصدقه القرآن الكريم! فهو معيارنا؛ ومحك عقولنا؛ وروح حياتنا! فدته أنفسنا وأهالينا!

ونحن نقول إن الله قادر مطلق؛ وهو منزل القرآن وخالق الكون؛ فلا تناقض بينهما؛ فهو الوحيد يعلم أسرارهما الكاملة؛ ونحن لم نحط بعلمه ولا بعلم كونه! فما ثبت من القرآن الكريم ثابت عندنا! فما يخالف من القرآن الكريم عقولنا وعلومنا ومشاهدتنا؛ فلا نقول هناك تناقض بينه وبين قوانينه الطبيعة! بل نحاول أن نطبق بينهما لما ثبت القرآن الكريم حقاً من عند الله تعالى!

وإذا تعذرت الحقيقة يصار الكلام إلى المجاز! ولكن قد يثبت العلم فيما بعد أن الحقيقة لم تتعذر فنعود إلى الحقيقة! ونأخذ معنيين معاً ولا بأس فيما ذلك! فنحن نتبع القرآن الكريم ونسعى وراءه فنقبل المعاني المادية والمعاني المجازية معاً!

ولا نجعل القرآن الكريم يتبع أفكارنا أو يطابق عقولنا وعلومنا! بل نحن نتبعه! فهناك فرق شاسع بين أن نأخذ من القرآن الكريم وندور معه حيث يدور وبين أن نأخذ من عقلنا ونجعله محكنا ثم ندير القرآن الكريم حيث يدور عقلنا؛ والعياذ بالله! طبعاً؛ نفسره ما استطعنا ونوفق بينه وبين فعل الله الظاهر!

(2) إن الله تعالى يقول: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ } (القمر 2)

وورد عن جماعة من الصحابة أن القمر انشق كما ورد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :{ أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً فَأَرَاهُمْ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ}
(صحيح البخاري؛ كتاب المناقب؛ باب سؤال المشركين أن يريهم النبي  )

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ :{ انْشَقَّ الْقَمَرُ فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ}
(صحيح البخاري؛ كتاب تفسير القرآن؛ باب وانشق القمر)

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ { انْشَقَّ الْقَمَرُ وَنَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى فَقَالَ اشْهَدُوا وَذَهَبَتْ فِرْقَةٌ نَحْوَ الْجَبَلِ }
(صحيح البخاري؛ كتاب المناقب؛ باب انشقاق القمر)
وغيرها من الأحاديث الكثيرة!

فالله عز وجل يقول في كتابه الكريم : {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} (القمر 2) أي: إن القمر انشق؛ وروى جماعة من الصحابة أن انشقاق القمر حدث؛ ويشهد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه رآه مع جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم! فصدقنا القرآن الكريم وصحابة رسول الله  ولو فهمنا حقيقته أو لم نفهمها!


(3) من المؤكد أنك قد قرأت كتاب سيدنا أحمد عليه السلام ’’الكحل لعين الآري‘‘؛ وقد فهمت ما كتبته كمقدمة هنا؛ ولكنك بدأت تحرف الكلم عن مواضعه!

وتفهم جيداً؛ أن هذا الكتاب رد على هندوسي يستهزء بمعجزة شق القمر ويعدها كذباً اختلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم! ويعتبرها مخالفة للقوانين الطبيعية!

ويرد عليه سيدنا أحمد عليه السلام بفرضيات أو احتمالات عديدة! وما فحواها أن هذه المعجزة حدثت؛ وهذه الفرضيات والاحتمالات كلها لا تؤكد إلا على حدوثها!

ومقصوده أمام هندوسي أن يثبت معجزة شق القمر وفق عقله وعلمه! وهذا الهندوسي لا يؤمن بالقرآن الكريم ولا بالأحاديث الشريفة ويجد معجزة شق القمر مخالفة للعقل والطبيعة! فلذا يقدم سيدنا أحمد عليه السلام أمامه ما قالته البحوث الفلسفية! فيسكت هذا الهندوسي أمامه؛ا ولكن يتفوه هاني طاهر بترهاته! ويعتبرها غير ثابتة! وهذا المتعاقل لا يعرف

أولاً: أن ناقل الكفر ليس بكافر! ألم ينقل القرآن الكريم؟!

وثانياً: هذه بحوث فلسفية كما قال سيدنا أحمد عليه السلام صراحةً! ويقدمها سيدنا أحمد عليه السلام كفرضيات واحتمالات! فأنى تؤفك؟!

تقول: يقول ميرزا صاحب:

’’إن البحوث العلمية المعاصرة تشهد على أن انشقاق القمر لم يحدث مرة واحدة فقط بل إن الاتصال والانشقاق جاريان في الشمس والقمر باستمرار. لأن العلوم المعاصرة تؤكد أن الشمس والقمر عامرتان بالحيوانات والنباتات وغيرهما مثل الأرض. وهذا الأمر يُثبت الانشقاق والاتصال للقمر.. .... فهذا يستلزم الإقرار بأن جرم القمر يلزمه الانشقاق دومًا. ثم بموت هذه الحيوانات يلزم الاتصال أيضًا. فالواضح من هذا التحقيق أن الانشقاق والاتصال موجودان في القمر كل حين وآن بل في الشمس أيضًا. (كحل عيون الآريا 1886)‘‘

فأقول أيها القارئ اذهب إلى الكتاب فستجد:

بدلاً من’’إن البحوث العلمية المعاصرة‘‘ ’’إن البحوث الفلسفية المعاصرة‘‘؛
وبدلاً من ’’لأن العلوم المعاصرة‘‘ ’’إن فلاسفة هذا الزمن الراهن‘‘!

أفلا تفرق بين البحوث العلمية والبحوث الفلسفة؟!
فلذا كل ما بنيت عليه دليلك باطل بالبداهة؛ أيها السفسطائى الذي يسفسط فيغالط ويضلل!

ثم هو لا يصدقها بل يقدمها أمام هندوسي كدليل فلسفي يعدها الهندوسي أفضل من القرآن الكريم والأحاديث النبوية؛ والعياذ بالله! ويقدم سيدنا أحمد عليه لاسلام أمامه فرضيات واحتمالات أخرى أيضاً! فلماذا لم تقدمها أمام السامعين الكرام قبل ثرثرتك هذه؟! ولماذا بدأت تحرف؟!

فمن يمكنه أن يقرأ الأردية أنقل له هذا الاقتباس ليتأكد هو بنفسه:

’’ حال کی فلسفی تحقیقاتیں شہادت دے رہی ہیں کہ شق قمر نہ صرف ایک مرتبہ بلکہ مخفی طور پر یہ انشقاق و اتصال ہمیشہ شمس و قمر میں جاری ہے کیونکہ اس زمانہ کی فلاسفی اپنی مستحکم رائے ظاہر کرتی ہے کہ شمس و قمر میں ایسی ہی آبادی حیوانات و نباتات وغیرہ ہے جیسی زمین پر ہے‘‘

وأما ما تقول: إن سيدنا أحمد عليه السلام يسخر من القائلين بأن الانشقاق خسوف؛ فقولك واستدلالك باطل؛ وهو قدم هذه الفرضية في كتابه ’’الكحل لعين الآري‘‘ أيضاً! وأذكر أنه نسب هذا الدليل إلى المحدث عبد العزيز في ملفوظاته وهو كان يميل إليه أيضاً! وقالها: قبل وفاته بأيام أيضاً! وهو آخر كلامه في هذا الصدد!

والآن سأقدم هذه الفرضيات والاحتمالات أمام القارئ ليفهم كيف هاني طاهر بدأ يحرف الكلم عن مواضعه وكيف بدأ يلوي المعاني عن حقيقتها!

ولا يخفى عليكم أن هذه فرضيات أو احتمالات فقط كما يبدو صراحة من كلامه! وهو يؤمن أن هذه المعجزة حدثت؛ ولم يرها المسلمون فحسب بل رآها كفار مكة وملك من الهند أيضاً كما ورد في كتابهم! ويذكر اسم الكتاب ’’تاريخ فرشته: تاريخ الملك‘‘؛ وأنا أشهد أنني قرأت هذه القصة من هذا الكتاب! { وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ } (البقرة 284)

فأقدم الآن ما يقوله سيدنا أحمد عليه السلام في كتابه ’’الكحل لعين الآري‘‘:

(أ‌) من عادة الإنسان أن ما يراه يفوق حدود عقله فيعتقده مخالفاً للعقل؛ والحقيقة أن يكون أمر فوق العقل شيء وأن يكون مخالف للعقل شيء آخر!

ويقول: إن الله القادر المطلق الذي يقدر على أن يشق القمر قادر على أن يحدثه بطريقة حكمية لا يختل بها نظامه! ولذا هو يسمى القادر المطلق!

(ب‌) جرت العادة أن الأرض تنشق وتتصل بالزلازل؛ فحدث في الزمن الغابر أن الأرض زلزلت وانشقت أميالاً؛ ومثل هذه الحوادث ما زالت مستمرة؛ وهذا الحوادث لا تحدث فرقاً في حركتها؛ فلماذا الاستغراب من مثل هذه الحوادث في القمر؟ فأليس من الممكن أن الله الحكيم المطلق قد وضع فيه قوة الانشقاق والاتصال كليهما؟!
فهذا ما يقدمه سيدنا أحمد عليه السلام فرضية؟ وأعتقد تفرق بين الآراء والفرضيات؟!

(ت‌) ومن الممكن أن يعطى المشاهدون عيوناً كشفية من جراء قوة قدسية لنبي؛ ومن الممكن أن تراءت لهم صورة ما سيحدث عند قرب القيامة من الانشقاق!
فيعد سيدنا أحمد عليه السلام معجزة شق القمر من قبيل الكشف أيضاً!

(ث‌) وهذه القصة كانت مشهورة في الهندوس في زمن مؤلف ’’تاريخ فرشته‘‘؛ لأنه كتب في الفصل الحادي عشر من كتابه ناقلاً عن الهندوس أن ملك مدينة ’’دهار‘‘ التي تقع عند نهر بهنبل في إقليم مالوه؛ والتي تسمى الآن’’دهارا نغري‘‘؛ فكان ملكها جالساً على السقف فرأى أن القمر انشق بين فلقتين ثم عاد متصلاً؛ فحقق الملك في الأمر فوجد أن هذا حدث معجزة للنبي العربي صلى الله عليه وسلم!

(ج‌) إن لم تحدث معجزة شق القمر؛ فكان من حق الكفار أن يقولوا إننا لم نر معجزة؛ ولم نسميها سحراً! فيظهر منه جلياً أن أمراً ما حدث والذي سُمِّي شق القمر!

(ح‌) وكتب البعض أن هذا كان من قبيل الخسوف العجيب؛ والذي أخبر عنه القرآن الكريم من قبل؛ فهذه الآيات جاءت كنبوءة! فكلمة الشق في هذه الحالة تعدّ مجازًا حصراً!

(خ‌) ومن الحق أن الله عز وجل لا يخالف سنته؛ والحق أنه يخلق أسباباً سواء أكنا اطلعنا عليها أم لم نطلع عليها؛ فلا بد من الأسباب؛ فلذا إن ’’شق القمر‘‘ و ’’يا نار كونى برداً‘‘ ليسا أمرين خارجين على الأسباب؛ بل إنهما ناجمتين عن الأسباب المخفية!

وهناك فرضيات أو احتمالات أخرى ولكني أكتفي بما كتبتها؛ وأعتقد أنها كافية للقارئ المنصف!

(4) فخلاصة الكلام أن سيدنا أحمد عليه السلام يعد معجزة شق القمر من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يشك في حدوثها!

سواء حدثت هذه المعجزة مادياً أم مجازياً؛ وإذا حدثت ماديا؛ فيراها أنها حدثت تحت قوانين الله عز وجل اللطيفة؛ وهي ليست خارجة عن قوانين الله عز وجل؛ فمن الممكن أن تكون مثل الخسوف أو مثل الزلزلة أو مثل شق الأرض؛ فينيطها بحوادث الأرض وبالأسباب المخفية؛ لما لا يعلم أو يراها المخاطَب إلا إياها! ولا يخفى علينا أن النيازك تسقط على الأرض وتحدث ما تحدث!
فما حدث كان معجزة لما قد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل؛ ولما أشار بأصبعه قبل أن يحدث؛ وبما رأى المسلمون والكفار؛ وبما لم يعترضوا عليه!

وأنصحك يا هاني طاهر! لا تسيء إلى نفسك؛ ولا تبدأ تحرف ولا تسفسط! وإلا لسنا مضطرين أن نضيع أوقاتنا على أباطيلك وترهاتك!

وأعتقد أن القارئ قد فهم مما قدمت من الردود عليك أن جميع شبهاتك باطلة!