الرد على ’’الرياضيات تكشف الكذب‘‘
(1) من الغريب أنك تقرأ القرآن الكريم وتنسى كل ما قرأته؛ وتصر على التقويم الشمسي وتنسى أن الإسلام يركز على التقويم القمري أكثر من التقويم الشمسي كما قال الله تعالى: {وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ } (يونس 6) و{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ } (البقرة 190)
أسألك سؤالاً بسيطًا أخبرني ما هي أسماء الأشهر الإسلامية! ومتى يكون عيد الفطر؟ ومتى يكون عيد الأضحية؟ فهل العيدان منوطان بولادة القمر ورؤيته أم بجريان الشمس؟ ومتى يبدأ ذي الحجة؟ فما هو جوابك؟
فلا يخفى عليك أن كلمة الحول يدل على تحرك في دورٍ؛ وهذا التحرك في الدور يدل على القمر في الغابر أكثر من الشمس كما لا يغيب هذا عن جاهل أيضاً!
ولست جاهلاً عمن تجب عليه الزكاة؟
{عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا زَكَاةَ فِي مَالٍ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ} (سنن ابن ماجه؛ كتاب الزكاة؛ باب من استفاد مالاً)
فالحول يستخدم في أمر الزكاة أكثر من بيت شعر الشاعر! ومن يقرأ كتب الفقه يجد أن مصطلح ’’حولان الحول‘‘ يتكرر فيها مرة بعد أخرى؛ فمن يدفع الزكاة يعرف هذا المصطلح جيداً! وهذا هو التقويم السليم في الإسلام؟ فأخبرنا عن مبدأ تقويمك الذي تبني عليه أدلتك؟!
(2) أيها الدكتور في الرياضيات! تحاسب حساباتك الدقيقة ثم تقول : متى بدأ يتلقى سيدنا أحمد عليه السلام الوحي؛ وتقول إن هذه الأرقام تكشف الكذب؛ فتقول:
قال سيدنا أحمد : ’’ولما بلغ عمري أربعين عاماً؛ شرفني الله تعالى بإلهامه وكلامه‘‘
(ترياق القلوب)
وقال:’’كان عمري أربعين عاماً إذ تشرفت بالوحي الإلهي‘‘ (براهين أحمدية ج5)
وقال: ’’لقد رضي ربّك بفعلك هذا، وسيباركك بركاتٍ كثيرةً حتى إن الملوك سيتبركون بثيابك‘‘
وتقول هذا تلقاه عام (1868) وتقول :كان عمره حينئذ 28 سنة!
ثم تفصل في الأمر من عندك: إذن كشف الموضوع! واستدلالك هو بأن الرجل يقول: تلقيت الوحي أول مرة وأنا عمري أربعين! فكيف هو الآن يحيل إلى زمن عمره ثمان وعشرين سنة!
وتقول: تلقى سيدنا أحمد عليه السلام وحي:’’ لا تخف؛ إنك أنت الأعلى‘‘ وعمره ثلاثين سنة!
كأنك تحاول جاهداً أنه عليه السلام تلقى الوحي وفق الإحالات قبل عمره أربعين أيضاً؛ أليس كذلك؟ فهذا تناقض!
والله ضحكتُ؛ وأقول لك: إنك من الذين يقال لهم: إذا كنتَ تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم! وما رأينا منك إلا الثانية! وهذا المثل يقال للأغبياء!
فمن فضلك أخبرنا هل تعرف شيئاً عن وحي البعثة ووحي النبوة أم لا؟
فهل تفرق بين الوحي قبل النبوة وبعدها؛ أم لا؟
فهل تؤمن بأن الأولياء يوحى إليهم قبل الأربعين أم لا؟
فهل تعتقد أن الأنبياء لا يوحي إليهم قبل البعثة؟
وأليس هناك فرق بين الوحي المتلو وغير المتلو؟
وهل تعرف شيئاً عن شق صدر خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم الذي ليس إلا وحياً بصورة الكشف اللطيف أم لا؟
فإليك: {عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً فَقَالَ هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ لَأَمَهُ ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ}
(صحيح مسلم؛ كتاب الإيمان؛ باب الإسراء برسول الله )
و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :{ إِنِّي لَأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ إِنِّي لَأَعْرِفُهُ الْآنَ}
(صحيح مسلم؛ كتاب الفضائل؛ باب فضل نسب النبي )
ويقول :إني لأعرف الآن! ماذا معناه؟
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل البعثة كما يظهره من كلمات ورقة بن نوفل:’’فإن بُعِثً وأنا حي‘‘ :{إِنِّي أَرَى ضَوْءًا وَأَسْمَعُ صَوْتًا وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ بِي جَنَنٌ قَالَتْ لَمْ يَكُنْ اللَّهُ لِيَفْعَلَ ذَلِكَ بِكَ يَا ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ أَتَتْ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ إِنْ يَكُ صَادِقًا فَإِنَّ هَذَا نَامُوسٌ مِثْلُ نَامُوسِ مُوسَى فَإِنْ بُعِثَ وَأَنَا حَيُّ فَسَأُعَزِّزُهُ وَأَنْصُرُهُ وَأُومِنُ بِهِ}
(مسند أحمد؛ كتاب ومن مسند بني هاشم؛ بداية مسند عبد الله بن العباس)
فالوحي ينزل على الأنبياء قبل بعثتهم أيضاً؛ ولكنهم لا يعدونه حجة على الناس؛ ولكنهم عندما يبعثون فيعدونه حجة! وهذا الفرق البسيط يفهمه غر أيضاً؟ فأنى تصرف؟
(3) وتقول عن الوحي ثمانين حولاً: إن النص متناقض؛ وفي الأخير وحي؛ وفي الأخير نص محدد!
ولو افترضنا جدلاً أنك أصبت فيما تقول: ولكنك بجهلك لا تفرق بين أن ينطق أحد بكلمات الوحي حرفياً أو بين أن يعبر عن معانيه بلغته أو بتعبيره؟
عندما تبين الأحاديث النبوية فهل ترويها حرفياً؟
وألم تسمع الأعاجم يقولون بلغتهم إن الله تعالى يقول في القرآن الكريم وهم لا يقرأون إلا ترجمة الآيات؟ فهل اختلفت المعاني؟ ما لك كيف تحكم؟
(4) تعرف جيداً أن سيدنا أحمد عليه السلام ذكر عمره في كتبه بالتخمين والتقدير! ودائماً يقول تخميناً؛ تقديراً؛ وتقريباً! ويقول صراحة: لا يعرف تقدير عمره أحد إلا الله!وما استطاع أن يعرفه هو بنفسه فعمره 70 سنة الآن في عام 1323 للهجرة! (براهين أحمدية جزء5)
وتترك ما رجحه سيدنا أحمد في أكثر تحريراته وتأخذ ما قاله مرة! وتقول: تأخذون هذا النص وتبنون عليه وتشطبون النص الذي يربطه بشواربه ولحيته والسيخ!
فحقك أن تأخذ وتترك ما تريد؛ ولكنك يبدو تجهل حتى عمر نبت الشوارب واللحى في أقوام مختلفة! فهل تعتقد أن الشباب في جميع الأقوام تنبت لحاهم وشواربهم قبل العشرين؟ عن جد هذا ما تعلم؟ وهل علمت آخر أيام السيخ؟ هل تعلم بداية شيء ووسطه ونهايته؟ أنى تؤفك؟
يبدو ستصر على نص واحد وستترك نصوصاً أخرى فلا عليك! فلذا دعنا أن ننتقل من حكم سيدنا أحمد عليه السلام إلى حكم أعدائه!
(5) فأقول دعنا نحكّم أعداءَ سيدنا أحمد عليه السلام في هذه القضية؛ لكي نعلم أن هذا الوحي تحقق أم لا!
وأعتقد تعلم جيداً أن محمد حسين البطالوي كان ألد أعدائه وهو الذي كان صديقه ومرافقه في شبابه أيضاً؛ فماذا يقول عن عمر سيدنا أحمد عليه السلام في مجلته’’إشاعة السنة‘‘ المجلد 15 عام 1893: لقد ناهز على ثلاث وستين سنة!
وتعلم جيداً أن سيدنا أحمد عليه السلام توفي في 1908 أي بعده بخمسة عشر سنة؛ فإذن 63+15=78! فتوفي سيدنا أحمد عليه السلام وعمره 78 سنة وفق ألد أعدائه! وطبعاً؛ لم نحوله إلى الهجري بعد!
فماذا تعتقد أيها العالم في الرياضيات؟ هل نحول الميلادي إلى الهجري أم لا؟
ومحمد حسين البطالوي ألد أعدائه؛ ولكنه عاصره ورافقه قبل البعثة وكان من أصدقائه! فلا يمكن أن يهمل في شهادته أو يشك فيها!