رداً على افتراء المعترض بأن ’’الفظاظة‘‘ موجودة في كلام مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية
أولاً: تشكو إلينا بتعابيرك العديدة: أننا نرد عليك بالقرآن الكريم والسنن النبوية؛ ونقدم أمامك أدلة مفحمة من الشريعة الإسلامية الغراء! وأنت تعرف في صميم قلبك من قبل أن ما تعترض به على سيدنا أحمد عليه السلام؛ قد يعود عليك!
والحق أنك تريد بشكواك هذه أن تشتت أذهان القراء والباحثين عن الحق! وتريد أن تضرب عصفورين بضربة واحدة؛ وتعلم أن ضربتك عائدة عليك!
ولكنك تريد أن تسيء إلينا بكلامك أننا نرد عليك بالقرآن الكريم والسنة النبوية! وأنت تعلم جيداً أن هذا من مبادئ النقاش أن يرد على المعترض من كتابه الذي يؤمن به! وإلا لا جدوى من النقاش!
وتعلم جيداً أننا نؤمن بالقرآن الكريم ورسول الله صلى الله عليه وسلم ونفدي حياتنا وأولادنا لهما! ولسنا إلا أداة طيعة في يد الشريعة الإسلامية الغراء!
وقد ثبت من حياتنا وتاريخنا أننا ندافع عن القرآن الكريم والسنة النبوية!
فمن كان غيرنا الذي تصدى للقساوسة والباندات وغيرهم من قادة الأديان الأخرى؟!
وجرت العادة فينا أننا دائماً نخاطب أعداءنا من خلال كتبهم والعقل والمنطق لكي يهديهم الله إلى الصراط المستقيم ولكي تتم الحجة عليهم من خلال كتبهم!
فنناقش النصارى بالأناجيل؛ واليهود بالتوراة؛ والهنود بالفيدا؛ والزرادشتيين بأفستا؛ والبوذيين بالدامابادا؛ والسيخ بالغورو جرانت!
الآن من أنت؟! هل أنت مازلت مسلماً؟! عن جد؛ أسألك لكي أخاطبك من خلال كتابك المقدس لكي تقتنع! وإلا ما استفدنا من الردود عليك! ولا جدوى من النقاش الدائر!
* أما الآن إن كنت مسلماً فلا بد أن تؤمن بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية؛ فإن لم نرد عليك بهما فكيف نرد عليك لكي تقتنع؟!
فإن وجد فيهما ما تعترض على سيدنا أحمد عليه السلام فحق الحق وبطل الباطل! ونحن نؤمن بالقرآن الكريم والسنة النبوية وأنت تؤمن بهما! أليس كذلك؟!
ثانياً: تعترض على سيدنا أحمد عليه السلام وتنسى أن القرآن الكريم يصف اليهود بالقردة والخنازير وعبدة الطاغوت؛ وينعت علماء اليهود بالحمار يحمل أسفاراً؛ ويصف عدو موسى عليه السلام بالكلب؛ وينعت المشركين بالنجاسة؛ ويصف الكافرين بالأنعام! وينعت عدو رسول الله صلى الله عليه وسلم بعتل وزنيم! يلعن الكفار أجمعين!
ونحن نؤمن بأن كل ما يقول القرآن الكريم والأحاديث النبوية صلى الله عليه وسلم حق ولم يرد فيهما ما ورد إلا ليفيد الإنسان ويوقظه من الغفلة ويهديه إلى الصراط المستقيم ولكي ينجيه من نار جهنم! وجرت العادة أن الطبيب إذا رأى أن المرض ازداد ولن يشفى من الحبوب فيعطي المريض حقنات؛ وإذا رأى أن الحقنات لن تفيد فيصف له بالعملية الجراحية! فبما أن الله تعالى يخاطب الناس بطبائعهم المختلفة؛ فلا بد من أسلوب يوقظ الذين لا يؤثر فيهم إلا مثل هذا الأسلوب! ولذا يقال: العصا لمن عصى؛ ويقال: خاطبوا الناس على قدر عقولهم! فهذا كان رحمة وشفقة عليهم!
فاربط القرد أين ما يقول لك صاحبه!
وإليك الآيات:
{ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ } (المائدة 61)
{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا } (الجمعة 6)
{ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} (الأَعراف 177)
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا } (التوبة 28)
{ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا } (الفرقان 45) أي: أكثرهم كالأنعام! فكل من لم يؤمن بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الأنعام! وهذا حق عندنا أيضاً لما الأنعام لا تفرق بين الحق والباطل! فمن لم يقدروا على التفريق بين الحق والباطل بعدما طلعت عليهم شمس الهدى فأليسوا هم مثل الأنعام؟ أو أضل منها؟!
{ وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (11) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (12) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (13) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ } (القلم 11-14)
{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } (البقرة 162)
ثالثاً: أما اعتراضك على الكلمات أو التعابير غير المناسبة؛ فهذا ظنك غير صحيح! وعندنا هذه الكلمات أو التعابير مناسبة كما كل ما ورد في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة مناسب؛ ولا شك فيه! ولا حياء في الدين!
فإليك بعض الأمثلة:
{ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى } (القيامة 38)
{ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (59) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ } (الواقعة 59-60)
{ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ } (يوسف 24)
{ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ } (البقرة 224)
{ وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا } (الأنبياء 92)
{ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ } (النور 32)
{وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ } (الأَعراف 190)
وإليك بعض الأمثلة من الأحاديث:
{عَنْ عُتَيٍّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ رَأَيْتُ رَجُلًا تَعَزَّى عِنْدَ أُبَيٍّ بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ افْتَخَرَ بِأَبِيهِ فَأَعَضَّهُ بِأَبِيهِ وَلَمْ يُكَنِّهِ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ أَمَا إِنِّي قَدْ أَرَى الَّذِي فِي أَنْفُسِكُمْ إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ إِلَّا ذَلِكَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ تَعَزَّى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعِضُّوهُ وَلَا تَكْنُوا }
(مسند أحمد؛ كتاب مسند الأنصار رضي الله عنهم؛ حديث عتي بن ضمرة السعدي)
{وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ فَقَالَ امْصُصْ بَظْرَ اللَّاتِ }
(مسند أحمد؛ كتاب أول مسند الكوفيين؛ حديث مسور بن مخرمة الزهري)
وأقول لك في النهاية لو لم تكن مسلماً لرددنا عليك بكتابك الذي كنت ستقدسه! وكان هيّناً علينا!
الحق والحق أقول إننا نعاني عندما نقدم أمامك هذه الأمثلة لكي نفهمك من كتابنا ومن كتابك! ونحن قد رددنا عليها أمام أعداء الإسلام! فنؤمن بكل ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نشك فيه أبداً! ونعلم جيداً أن هذا هو الحق وهذا هو الذي يفيدنا في حياتنا وبعد مماتنا!