Responsestoallegations.com

ردود شخصية على المعترضين Responsestoallegations.com

دحض الاعتراضات على الحلقة السابعة من ردّنا حول موضوع الأعداد ..(1)

الاعتراض:
4: أما أنّ "تقارير غير صحيحة أرسلها بعض المسؤولين وخاصة في الهند للخليفة الرابع"، فهذه إدانة لكم، وكان يجب توضيح كم هو الخطأ الذي ارتكبوه، وكان يجب ذكر أين كان أمير الهند، ونائبه، والمسؤولون، وكيف يرفعون أرقاما خيالية من دون أن يتأكدوا، وأين كان الخليفة الرابع، كيف يقبل مثل هذه الأرقام من غير أن يتأكد من الأمير ونائبه ومن غير أن يرسل مندوبا لاستطلاع الوضع. ثم إنني أعلم أن الباكستانيين كانوا يعلمون أن هذه الأرقام الهندية هرائية، فلماذا ظلوا ساكتين؟ أو هل فعلا ظلوا ساكتين أم أن الخليفة لا يسمع لهم، ولا يريد أن يسمع لأحد ما دامت البيعات حسب خطته البلهاء ذات التضاعف السنوي؟ ...لماذا تُرفع بيعات زائفة من وراء ظهر المسؤول الأعلى في باكستان؟ ثم إن هذه القضية لم تقتصر على سنة أو سنتين، بل ظلّ الكذب سنوات، وما يزال.
الردّ:
أن يكون للخليفة الرابع رحمه الله خطة في مضاعفة عدد أفراد الجماعة لا يجعلها خطة بلهاء، بل هي الخطة الإسلامية في نشر الإسلام الحقيقي في جميع أنحاء العالم، وفق أمر الله تعالى الذي حثّنا في القرآن الكريم مرارا وتكرارا على الدعوة في سبيله وفق العديد من الآيات القرآنية كما يلي: { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ } (النحل 126)؛ { وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ (68)} (الحج 68)، { وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (88)} (القصص 88). إذن فكل جماعة تعمل وفق الأمر الإلهي بالدعوة في سبيل الله، وترى نفسها أنها تمثل الإسلام الحقيقيّ لا بدّ أن تكون لها خطّة ليس لمضاعفة أعداد المنضمين إليها بل لجعلهم مئات الأضعاف، ولا أدري أي عيب في ذلك!
إن كون الخليفة الرابع وغيره من الخلفاء يحثون الأحمديين على الدعوة في سبيل الله بخطط مختلفة، هذا لا يجعل من هذه الخطط أنها أوامر لتعمّد الكذب في هذا الأمر ومضاعفة الأعداد بكل ثمن ولو بالكذب على العالم.
فلم يأمر الخليفة الرابع أحدا من المسؤولين بالكذب في هذه المسألة، ولا عيب ولا خطأ في أن تكون رغبة الخليفة الرابع رحمه الله مضاعفة أعداد الجماعة سنويا، خاصة في السنوات التي بدا فيها إقبال شديد على الجماعة في مناطق مختلفة في العالم.
والقضية على عكس ما يعرضها المعترض، في أنها خطة لتعمّد الكذب من قبل كل مسؤولي الجماعة الموجودين في هرم المسؤولية، كالمبلغين والأمراء والمسؤولين الآخرين حتى رأس هذا الهرم وهو الخليفة بنفسه؛ بل هي في الحقيقة مزيج من حسن الظن الهرمي في هذه المسألة من قبل كل مسؤول تجاه المسؤول الذي تحته، وإلقاء للمسؤولية في الأمر على المسؤول الأعلى حتى تصل المسؤولية للخليفة بنفسه ليبتّ في الأمر.
فقد كانت رغبة الخليفة رحمه الله في مضاعفة الأعداد، ولكنه لم يصدر أمرا بالوصول إلى هذه الأعداد بأي ثمن ولو بالكذب، وقد كان عشمه في أفراد الجماعة أنهم سيحققون هذه الأمنية، وعندما كانت تُرفع له هذه التقارير أحسن الظنّ بها ، وفي بادئ الأمر لم يسمع للاعتراضات حول هذا الموضوع، ظنّا منه أن هذه الاعتراضات ليست صحيحة وقد تؤدي إلى تثبيط الهمم في الدعوة والتبليغ لمن يقومون برفع هذه الأعداد الكبيرة له؛ ولكنه عندما بدأت الأمور رويدا رويدا تتضح له بإشارة بعض المسؤولين لم يقبل بالأمر وبهذه البيعات، بل أقام لجنة لتقصي الحقائق ودراسة الموضوع، فعرف حينها أن هنالك خللا كبيرا في مسألة هذه البيعات.
فلو كان حضرته يريد هذه البيعات بكل ثمن ولو بتعمد الكذب لما قام في نهاية الأمر بتقصي الموضوع ، بل إن إرساله بعض المسؤولين لفحص الأمر لهو دليل قاطع على أن نيّته لم تكن بتعمد الكذب في مسألة البيعات.
وأما المسؤولين الآخرين كالمبلغين والأمراء ونوّابهم، فهم أيضا قد أحسنوا الظن بمن عمل ورفع هذه البيعات. وإن راودهم شك في المسألة فلا يمكن اتهامهم بالنفاق لإرضاء الخليفة، وإنما قد تكون نيّتهم هي فقط ترك القضية لمسؤول أكبر ليبتّ فيها أو حتى تصل إلى الخليفة رحمه الله ليتخذ الخطوات اللازمة في شأنها.
هذه هي النوايا الصافية التي تحلى بها المسؤولون والخليفة نفسه، وهي نوايا بعيدة كل البعد عن تعمد الكذب، ومن يعرف ويختلط بأبناء هذه الجماعة ويطّلع على طريقة عملهم عن كثب، لا يمكن أن يسيء الظن بهم إلى حدّ اعتبارهم متعمدين للكذب؛ إلا الذي خبثت سريرته واسودّ قلبه وأقرّ بالكفر لأسباب لا علاقة لها بهذه الأمور، فأصبح لا يرى إلا السواد الدامس في عينيه، لأن هذا ما يريد أن يراه ولا يريد أن يرى غير ذلك.
فمن يحسن الظن بهذه الجماعة بالاطلاع على أخلاق أبنائها ومسؤوليها، لا يمكن أن يقول بأن مسألة الل200 مليون كانت خطة مبرمجة للكذب المتعمّد. فنحن نقرّ ونعترف بوقوع خطأ في هذا الأمر، ولكن النوايا وراءه كانت صافية لمعظم المسؤولين وعلى رأسهم الخليفة الرابع رحمه الله، وأما القلة القليلة من العاملين على هذه البيعات بنوايا غير سليمة، تمت معاقبتهم لمجرد أن اتضح الأمر واتضح الخلل في هذه المسألة.