Responsestoallegations.com

ردود شخصية على المعترضين Responsestoallegations.com

انتهازية المعترض واستغلال النص لصالحه حتى لو بطريقة كاذبة!

 أولاً: لا يخفى على كل من هب ودب من المسلمين أن القرآن الكريم نزل مصدقاً لما قبله من الكتب كما ورد في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ (النساء 48)
وأيضا: نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (آل عمران 4)

وهنا ينشأ السؤال هل القرآن الكريم يصدق كل ما ورد في الكتب السابقة أم يصدق ما هو حق فيحق الحق ويكذب ما هو باطل فيبطل الباطل؟

نجد أن القرآن الكريم يكشف الغطاء عن تحريف اليهود والنصارى أيضاً في كتبهم بقوله: مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ  (النساء 47) و: وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ  (البقرة 76) و: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا  (البقرة 80)

وورد في صحيح البخاري: {عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ وَكِتَابُكُمْ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْدَثُ الْأَخْبَارِ بِاللَّهِ تَقْرَءُونَهُ لَمْ يُشَبْ وَقَدْ حَدَّثَكُمْ اللَّهُ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ بَدَّلُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ وَغَيَّرُوا بِأَيْدِيهِمْ الْكِتَابَ فَقَالُوا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا}
(صحيح البخاري، كتاب الشهادات، لا يسأل أهل الشرك عن الشهادة)

ويخبرنا كتابنا الحق أن اليهود والنصارى يجعلون كتبهم قراطيس ويلبسون الحق بالباطل فيبدون ما يريدون ويخفون ما يريدون كما ورد: قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا  (الأَنعام 92) و: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ  (آل عمران 72)

فيتبين جلياً أن القرآن الكريم مصدق لما معهم من الحق! أما ما حرّفوه فهو باطل فيكذبه القرآن الكريم، ومنذ نزول القرآن الكريم إلى أبد الآبدين يبقى القرآن الحكيم هو المحك الحقيقي للحق والباطل وهو المهيمن على الكتب السابقة كما قال الله تعالى: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ  (المائدة 49)

وهذا الأمر مسلم به عند العلماء! فالآن إذا صدقت ما يطابق القرآن الكريم من الكتب السابقة فلن يقول لي حتى جاهل وجب عليك من الآن فصاعداً أن تصدق كل ما ورد في الكتب السابقة!

ثانياً: صدق رسول الله  :{لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ }! انظروا إلى المعترض كيف بدأ يحرف الكلم عن مواضعه! وصدق الله عز وجل: يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ!
و: يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ  (يس 27-28)

إن المعترض يبعد النجعة قائلاً:’’إنجيل برنابا يؤكد جداً على أن يهوذا صُلب بدلا من المسيح، وأن المسيح صعد إلى السماء.‘‘ ثم يعرض علينا مقتبسات برنابا ما يؤكد على ذلك! ثم يقول إن سيدنا أحمد عليه السلام يسخر من فكرة صلب الشبيه في مقتبساته!

ثم يقول: ’’نحن أمام خيارين لا ثالث لهما بشأن برنابا؛ فإما أن يكون قد كتب هذا الإنجيل، وأنه صادق فيما كتب.. وهذا يعني أن يهوذا صُلب ومات على الصليب. وهذا يُبطل كل ما جاء في كتاب المسيح في الهند للميرزا.

والخيار الثاني أن يكون إنجيل برنابا قد كتبه شخص آخر لاحقا ونسبه إلى برنابا، أو أن برنابا كتبه ولكنه كاذب فيما كتب عن قصة الشبيه وصعود المسيح إلى السماء. ففي هذه الحالة لا يصلح الكتاب للاستدلال به على شيء، ولا يجوز الاستدلال به على اختلاف المسيحيين بشأن موت المسيح على الصليب.

أي أننا أمام خيارين: أن نُبطل ما قاله الميرزا بشأن تعليق المسيح على الصليب، ونقول إن الشبيه قد عُلِّق، أو أن نكذِّب إنجيل برنابا.

أما الميرزا فقد كذَّب برنابا وصدَّق برنابا معا. ولا أعرف انتهازية ومماحكة مثل هذه. ‘‘

ثم يقدم المعترض مقتبسات سيدنا أحمد عليه السلام التالية:

(1) يقول سيدنا أحمد عليه السلام:’’إن إنجيل برنابا الذي قرأته بنفسي يرفض موت عيسى عليه السلام على الصليب‘‘! (كشف الغطاء 1898)

ولا يكمل هذا المعترض برده على المسيح الموعود عليه السلام بالتالي: ’’ويظهر من الإنجيل أن برنابا كان حوارياً عظيماً؛ أما صعوده عليه السلام فكان أمراً روحانياً؛ فلا يصعد إلى السماء إلا الذي ينزل من السماء والذي هو من الأرض فيخلد إلى الأرض ‘‘!

سبحان الله يحرفون الكلم عن مواضعه!

(2) ويقدم المعترض مقتبس سيدنا أحمد عليه السلام التالي:’’ هناك أمر آخر جدير بالذكر، ألا وهو أنه قد ورد في إنجيل برنابا، الذي توجد بالأغلب نسخة منه في مكتبة لندن الشهيرة، أن المسيح لم يمت مصلوبًا (هذا مجرد كذب بهذه الطريقة، بل يرى برنابا أن يهوذا هو الذي صُلب). ..... أَوَ ليس أقلّ ما يُفيد هذا الكتابُ أنه لم يتّفق كل الناس في ذلك الوقت على أن المسيح عليه السلام مات على الصليب.‘‘ (المسيح الناصري في الهند، 1899)

ولم يكتب بالتفصيل ما قاله المسيح الموعود عليه السلام كالتالي:’’ وثمة أمر آخر جدير بالذكر، ألا وهو أنه قد ورد في إنجيل برنابا، الذي توجد بالأغلب نسخة منه في مكتبة لندن الشهيرة، أن المسيح لم يمت مصلوبًا. وهنا يمكننا أن نستنتج أن هذا الإنجيل - الذي لم يُعَدَّ من بين الأناجيل بل رُفض دونما دليل- كتاب قديم معاصر لسائر الأناجيل الأخرى بلا شكّ. ألا يحق لنا، وهذه هي الحال، أن نستفيد من هذا الكتاب العتيق باعتباره مرجعًا تاريخيًّا هامًّا يضم أحداث العصور القديمة؟ أَوَ ليس أقلّ ما يُفيد هذا الكتابُ أنه لم يتّفق كل الناس في ذلك الوقت على أن المسيح عليه السلام مات على الصليب.

إضافةً إلى أن الأناجيل الأربعة نفسها تتضمن مثل هذه الاستعارات حيث قيل فيها عن ميت إنه نائم وليس بميت. فهل من المستبعد إذن أن يكون الإغماء قد وُصف هنا أيضًا بالموت؟ ‘‘


فهذا استنتاج مقابل الأناجيل الأخرى! فهل يصدق الأناجيل الأخرى كلها؟! ولكن إذا استنبط منه شيئاً فهل عليه أن يصدق كل ما ورد فيه؟! وبالقياس نفسه هل يجب على المسلمين أن يؤمنوا بكل ما ورد في الكتب السابقة لما كان القرآن الكريم مصدقا لها؟!


(3) ويقدم المعترض مقتبس سيدنا أحمد عليه السلام التالي: ’’لكن لا تزال الأناجيل مثل "إنجيل برنابا" من ضمن الأناجيل المتوفرة حاليا يرفض فكرة صلب المسيح (يوحي كأنه يقول بإغمائه على الصليب. برنابا رأى أحدا يموت على الصليب، لكنه قال إنه يهوذا). ولا مبرر لترجيح الأناجيل الأربعة المعاصرة على غيرها.‘‘
(ترياق القلوب 1899 بعد المسيح الناصري).
ولم يكتب بالتفصيل ما قاله المسيح الموعود عليه السلام كالتالي:’’ وحتى لو عارضت الأناجيل الموجودة ذلك كليا فليس لمؤمن صادق أن يقبل موت المسيح عليه السلام على الصليب، لأن ذلك لا يؤدي فقط إلى استنتاج أن المسيح كان كاذبا في تشبيهه المذكور وأنّ التشبيه باطلٌ تماما، بل يُستنتَج أيضا بأن المسيح عليه السلام صار ملعونا-والعياذ بالله- كالثيران والحمير التي ورد الأمرُ في التوراة بقتلها، وتسرّب إلى قلبه سُمُّ اللعنة- والعياذ بالله- الذي أهلك الشيطان إلى الأبد. ولكن لا تزال الأناجيل مثل "إنجيل برنابا" من ضمن الأناجيل المتوفرة حاليا يرفض فكرة صلب المسيح عليه السلام. ولا مبرر لترجيح الأناجيل الأربعة المعاصرة على غيرها، لأن بعض اليونانيين قد دوّنوها كلها بناء على حكايات خرافية بحتة بعد زمن الحواريين. ولا يوجد ضمنها إنجيل واحد كُتب بيد المسيح عليه السلام أو بيد الحواريين. وقد اعتُرف أن نسخة الإنجيل العبري مفقودة من الدنيا.‘‘

فانظروا هو قال عليه السلام بنفسه:’’ ولا مبرر لترجيح الأناجيل الأربعة المعاصرة على غيرها، لأن بعض اليونانيين قد دوّنوها كلها بناء على حكايات خرافية بحتة بعد زمن الحواريين. ولا يوجد ضمنها إنجيل واحد كُتب بيد المسيح عليه السلام أو بيد الحواريين. وقد اعتُرف أن نسخة الإنجيل العبري مفقودة من الدنيا.‘‘!!!!

سبحان الله! { يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ  (النساء 47)!!

ثالثاً: من المضحك جداً جداً أن هذه المقتبسات كلها قدمها سيدنا أحمد عليه السلام أمام النصارى الذين يدعون أن المسيح الناصري مات على الصليب فصار كفارة لهم؛ فلذا هو المنجي الحقيقي ولا منجي بعده! فرد عليهم سيدنا أحمد عليه السلام بقوله أن المسيح الناصرى لم يمت على الصليب فكيف أصبح كفارة لكم؟! فهكذا أبطل عقيدتهم وهدم ديانتهم كما على يخفى على عاقل! وأظهر التناقض بين أناجيلهم في قصة صلب المسيح الناصري! وأثبت أن إنجيلهم برنابا يميط اللثام عن نجاة عيسى ابن مريم عليه السلام الصليب! فإذا تطرق الاحتمال بطل الاستدلال!

يقول سيدنا أحمد عليه السلام للنصارى مرة بعد أخرى: إن إنجيل برنابا هذا كان موجوداً في مكتبة البابا سكتش الخامس! فعليكم أن تثبتوا أن المسلمين وضعوه أم أدخلوا فيه ما أرادوا! ويقول لهم: إن الراهب فراميرينو وجدها في مكتبة البابا فأخذه ولما قرأه، أعلن إسلامه!
(مأخوذ من الكحل لعين الآري؛ والآية السماوية)

فيقارن بين ما ورد في إنجيل برنابا والأناجيل الأخرى ويقول لهم أيضاً أن اسم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد ورد فيه!

والحق كما قلت سابقاً: إن من عادتنا أن نخاطب أعدائنا من كتبهم لكي تتم الحجة عليهم وندحض من كتبهم ما يقدمون ويدعون! فكل ما يقدمه سيدنا أحمد عليه السلام في هذا الصدد يقدمه أمام النصارى!

ومن المعلوم أن سيدنا أحمد عليه السلام عندما خاطب النصارى فخاطبهم من كتبهم وعندما خاطب الهنود فخاطبهم من كتبهم وعندما خاطب المسلمين فخاطبهم من كتبهم!

فعندما يخاطب سيدنا أحمد عليه السلام المسلمين في قضية وفاة عيسى ابن مريم عليه السلام فيخاطبهم من القرآن الكريم والأحاديث النبوية كما يتضح جلياً من كتبه! وهو قدم ثلاثين آية ردا على الذين يدعون أن المسيح بن مريم حي في السماء!

وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ  (البقرة 43)

فكل ما قدمه المعترض في هذا الصدد باطل بالبداهة!